نظرات في فلسفة الأصول الاجتهادية للمذهب المالكي

 

إن المذهب المالكي بما تضمنه من الأصول والقواعد المنهجية المسعفة في الاجتهاد الفقهي، وبما حواه من الفروع العملية المرتبطة بحياة المكلفين الخاصة والعامة، قد نال ما نال من الانتشار في البقاع، ورسِّم في أكثر من نظام سياسي في كثير من دول العالم الإسلامي بفضل ما تميز به من خصائص ومميزات على صعيدين كبيرين، وهما: (الفقه والأصول)، وهذه الحقيقة المقدَّمة في محل التسليم، تحتاج من الباحثين إلى تقصٍّ للشواهد والأدلة المنصوبة عليها، وذلك بطريق البحث والتنقيب والاستدلال والبرهان، خدمة للمذهب وبيانا لما تميز به من الخصال المنهجية والعملية الرشيدة.

والبحث الذي بين أيدينا يزعم أنه قدم نظرات في الموضوع على جهة الاختصار القاصد إلى مزيد تعريف وبيان لهذه الأصول التي نبه عليها فقهاء المذهب وخدَمتُه الأوفياء.