الحمد لله الذي فرض الفرائض لعبادته والتقرب إليه، رتب
على أدائها وإحكامها الثواب الجزيل، والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي المصطفى
الأمين، خير من أدى العبادات وبين مجملها، وعلى آله الأطهار، وصحبه المصطفين
الأخيار، وعلى التابعين وتابعيهم بإحسان ما تعاقب الليل والنهار.
أما بعد:
فهذه كلمات موجزة مختصرة؛ عن عبادة من العبادات التي يتقرب بها العبد إلى
الله تعالى، امتثالا لأوامره، وطمعا في رحمته ومرضاته، وتعظيم شعائره. أرشد إليها
النبي صلى الله عليه وسلم بقوله فيما نقله عنه حملة العلم الثقات، وداوم عليها
بفعله فيما رواه الأثبات، وبين الفقهاء مرتبتها ضمن مراتب الحكم التكليفي أحسن
بيان.
وقضية صلاة الوتر من القضايا التي يستشكلها البعض، ويثار حول ما يتعلق ببعض
تفاصيلها أسئلة مرارا وتكرارا، ويكثر الحديث عن زمن أدائها في أوقات الجمع بين
المغرب والعشاء، وعن قضائها بعد صلاة الفجر وطلوع الشمس.
وقد ارتأيت أن أقرب بعض ما يتعلق بهذه العبادة من أحكام
في سطور توضح ما خفي، وترفع الإشكال، وتجلي الغموض، معتمدا في ذلك على أقوال أئمة
المذهب المالكي وأعلامه المعتبرين.
المؤلف