بسم الله الرحمن الرحمن
المختصر في أحكام سجود السهو
الدرس الثاني
- اعلم أن المصلي حال السهو قد يقع منه زيادة أو نقصان أو شك.
فأما النقصان فإما أن يترك ركنا أو سنة مؤكدة أو سنة غير مؤكدة أو فضيلة.
فالأركان لا يجبرها سجود السهو بل لا بد من الإتيان بها.
و السنن المؤكدة تجبر بسجود السهو و هي التي يسجد لتركها.
و السنن غير المؤكدة و الفضائل فلا يسجد لتركها.
و من سجد لترك فضيلة بطلت صلاته.
فما هي الأركان و السنن المؤكدة و غير المؤكدة والفضائل؟
فرائض الصلاة و أركانها ستة عشرة ركنا جمعها ابن عاشر رحمه الله في قوله:
فَرائِضُ الصَّــلاةِ سِـتَّ عَشَرَهْ ...شُرُوطُهَـــا أَرْبَعـَةُ ُ مُفْتَقِرَهْ
تَكْبيرَةُ الإحْـــرَامِ وَالقِيــامُ... لَهــــاَ وَنِيَّةُ ُ بِهَا تُـــراَمُ
فاتِحَةُ ُ مَــع َ الْقِيَامِ وَالرُّكُـوعْ... وَالرَّفْعُ مِنْهُ والسُّجودُ بالخُضـوُعْ
وَالرَّفْعُ مِنْهُ والسَّـلامُ والْجُلوسْ ...لَهُ وَتَرْتِيبُ أدَاءِ ِ في الأُسُــوسْ
وَالاعْتِـدَالُ مُطْمَئِنََــا بالْتِـزَامْ,... تَابَعَ مَأمُومُ ُ بِإحْرَامِ ِ سَـــلاَمْ
نِيَّتُهُ اقْتِدَا كَذَا الإِمَــــامُ في ....خَوْفِ ِ وَجَمْعِ جُمْعَةِ ِ مُسْتَخْلِفْ
أما السنن المؤكدة و التي تجبر بسجود السهو فهي ثمانية جمعها ابن عاشر رحمه الله في قوله :
سننـــها السُّورَةُ بَعْدَ الْواقِيَهْ.... مَـــــعَ الْقِيامِ أوَّلاََ َ والثَّانِيَهْ
جَهْـــرُ ُ وَسِرُّ ُ بمَحَلِّ ِ لَهُمَا..... تَكْبيرُهُ إلاَّ الـــــَّذي تّقّدَّمَا
كُلُّ تَشَهُّدِ ِ جُلـــُوسُ ُ أوَّلُ.... والثَّانــي لا ما للسَّلاَمِ يَحْصُلُ
وّسَمِعَ اللَّــــهُ لِمَنْ حَمِدَهُ..... في الـــرَّفْعِ مِنْ رُكُوعِهِ أورَدَهُ
أي أن سنن الصلاة المؤكدة :
هي السورة بعد الفاتحة و القيام لها
و الجهر و السر
و التشهد الأول و الثاني و الجلوس لهما
و قول سمع الله لمن حمده
و التكبيرات ما عدا تكبيرة الإحرام فهي فرض كما تقدم
أما السنن غير المؤكدة فلها حكم المندوب و لا يسجد لتركها و قد ذكرها ابن عاشر في قوله:
الْفَذُّ وَالإمــــامُ هذا أُكِّدَا وَالبـاقي... كَالمَنْدوبِ في الحُكْمِ بَدَا
إقَامةُ ُ سُجودُهُ علـى الْيَدَيْنْ ...وَطَـرَفِ الرِّجْلَيْنِ مِثْلُ الرُّكْبَتَيْن
إنْصَاتُ مُقْتَدِ ِ بجَهْرِ ِ ثـُمَّ.... رَدّ على الإمامِ والْيَسَارِ وَأحَـــدْ
بِهِ وَزائِدُ سُكـُونِ ِ لِلْحُضُورْ... سُتْرَةُ غَيْرِ مُقْتَدِ ِ خَـافَ الْمُرورْ
جَــهْرُ السَّلامِ كَلِمُ التَّشَهُّدِ... وَأنْ يُصَلِّيَ عَلَـــ ـى مُحَمَّدِ ِ
و أما الفضائل فقال فيها :
مَنْدُوبُهَا تَيَامُنُ ُ مع السَّـــــــلامْ...... تَأْميِنُ مَنْ صَلَّى عَدَا جَهْرَ الإمـامْ
وَقَولُ رَبّنَا لَكَ الحَمْدُ عـــــــَدَا..... مَنْ أَمَّ وَالقُنوتُ في الصُّبْحِ بَــدَا
رِداَ َ وتَسْبيِحُ السُّجود والرُّكُــــوعْ.... سَدْلُ يَدِِ ِ تَكْبيرُهُ مــَعَ الشُّروعْ
وَبَعْدَ أنْ يَقومَ مِنْ وُسْطَـــــــاهُ...... وَعَقْدُهُ الثَّلاَثّ منْ يُمْنـــــاهُ
لَــــــدى التَّشَهُّدِ وَبَسْطُ مَا خَلاَهْ..... تَحْريكُ سَبَّابَتِهَا حــــينَ تَلاَهْ
والبطنُ مِنْ فَخْذِ ِ رِجَــــالُ ُ يُبْعِدونْ.... ومرفَقََا مِنْ رُكْبَةِ ِ إذْ يَسْجُــدونْ
وَصِفَةُ الجُلوسِ تِمْكينُ اليـــــــَدِ.... منْ رُكْبَتَيْهِ في الرُّكـــوعِ وَزِدِ
نَصْبَهُمَا قراءَةُ المأْمــــــــومِ في.... سِرِّيَّةِ ِ وَضْعُ اليَدَيْنِ فاقْتَفـــي
لَدى الُّجود حَدْوَ أُذْنِ ِ وَكَــــــذَا.... رَفْعَ اليَدَيْنِ عندَ الإحــرامِ خُذَا
تَطْويلُهُ صُبْـــــحََا وظُهْرََا سُورَتَيْن.... تَوَسُّطُ العِشَـــا وَقَصْرُ البَاقِيَيْن
كَالسُّورَةِ الأخرى كَذَا الوُسْطَى اسْتُحِبّ سَبْقُ يَدِ ِ وَضْعََا وَفي الرَّفْعِ الرُّكَب
و إلى درس آخر بحول الله تعالى
حسن المالكي المغربي